الإشعاع، سواء كان طبيعياً أو صناعياً، يمكن أن يكون مفيداً أو ضاراً للإنسان. فنحن نعتمد على أشعة الشمس للضوء والحرارة، لكن التطور التكنولوجي زاد من مصادر التعرض للإشعاع، مثل شاشات التلفاز الملون، الساعات الفسفورية، والسفر الجوي، حيث تزداد الأشعة الكونية مع الارتفاع عن سطح البحر. حيث يقدر التعرض السنوي للإشعاع الصناعي بحوالي (6) مللي ريم. وتختلف نسبه التعرض للاشعاع النووي من مجتمع الى اخر حسب درجة تطوره تكنولوجياً فمما لاشك فيه إن المجتمعات الغير متطورة تكنولوجياً لا تتعرض لنفس جرعة الإشعاع كما هو الأمر في تلك المجتمعات المتقدمة في إستخدام تكنولوجياً العصر.
كما يتعرض العاملون في المفاعلات النووية والمناجم المشعة لمخاطر إشعاعية متزايدة، خاصة مع استخراج عناصر مثل الراديوم واليورانيوم. كما تطلق التفجيرات النووية كميات هائلة من الغبار المشع الذي يلوث الهواء والماء والتربة، ويتسرب إلى السلسلة الغذائية، مما يؤدي إلى انتقاله من النبات إلى الكائنات الحية، وصولًا إلى الإنسان.
تأثير الإشعاع على الكائنات الحية:
تدخل الإشعاعات إلى البيئة من مصادر مختلفة، مما يؤثر على الإنسان والحيوان والنبات والكائنات الدقيقة، ويتفاوت تأثيرها حسب نوع الكائن، ومدة التعرض، وجرعة الإشعاع. وتكون الكائنات الحية، خاصة في مرحلة الطفولة، أكثر عرضة للخطر نظرًا لنشاط الخلايا الكبير في هذه المرحلة. يؤدي الإشعاع، سواء الطبيعي أو الصناعي، إلى تغيرات في الأحماض النووية والإنزيمات، مما يسبب أضرارًا وراثية تنتقل للأجيال القادمة أو أضرارًا جسدية تؤثر فقط على الفرد المصاب. وقد تظهر التأثيرات خلال ساعات أو تمتد لعقود. ومن أبرز أضراره على الإنسان: سرطان الدم، العقم، الشيخوخة المبكرة، وضعف المناعة، بينما تتشابه آثاره على الحيوانات حسب نوعها ومرحلتها العمرية. أما النباتات، فتختلف حساسيتها للإشعاع؛ فبعضها يتمتع بمقاومة عالية، بينما يكون البعض الآخر أكثر تأثرًا. كما يؤدي تساقط الغبار الذري إلى تلوث التربة، مما يؤثر على المحاصيل الزراعية والمياه القريبة من المحطات النووية. كذلك، تصل المواد المشعة إلى الأسماك والأحياء المائية نتيجة المخلفات النووية في المسطحات المائية، مما يهدد سلسلة الغذاء بأكملها.
مخاطر محطات الطاقة النووية:
رغم ندرة الكوارث النووية، يزداد خطرها مع كل محطة جديدة. من أشهر الحوادث كارثة تشيرنوبل 1986، التي أودت بحياة 32 شخصًا فورًا، وأجبرت السكان على الإجلاء، بينما انتشرت إشعاعاتها إلى أوروبا وغرب أفريقيا وشمال آسيا. كما أدى تلوث التربة إلى مخاطر صحية طويلة الأمد، أبرزها الأمراض السرطانية والتلوث الغذائي.
مخاطر النفايات النووية:
تمثل النفايات النووية خطرًا بيئيًا كبيرًا، حيث تلجأ بعض الدول إلى دفنها في الأرض أو البحار، مما يهدد المياه والتربة. وقد حاولت دول غربية التخلص منها في الصحراء الكبرى، لكن اعتراض دول المنطقة، خوفًا من تلوث المياه الجوفية. كما تسبب دفن النفايات النوويه الناتجه عن المشروعات الحربية في حدوث انفجار جبال الأورال 1947، الناتج عن دفن نفايات حربية، في كارثة تفوق تشيرنوبل، مما دفع العديد من الدول لإعادة النظر في إنشاء المحطات النووية.
المصادر
1. د.إبراهيم العسيري ، الإشاعات وحياة الإنسان، القاهرة، صادر عن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وزارة الكهرباء والطاقة، 1992.
2. د. محمد يسرى دعبس، استراتيجيات حامية البيئة من التلوث الإشعاعي ، القاهرة ، 1995.
3. د. أحمد نور الدين، حدود الأمان من التلوث النووي الإقتصادي، القاهرة ،1987.
4. د . محمد محمود الروبي محمد، الضبط الإداري و دورة في حماية البيئة ،مكتبة القانون والإقتصاد ، ط1 ، الرياض ، 2014.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى على الكليات الاهلية في العراق