الماء هو شريان الحياة وبدونه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة ومع ذلك يواجه العالم تحديات خطيرة في توفير مياه نظيفة في ظل هذه التحديات برزت التكنولوجيا كأداة رئيسية لتوفير حلول مبتكرة ومستدامة لمعالجة أزمة المياه فمن خلال تحلية المياه وأنظمة الري الذكية وإعادة تدوير المياه العادمة .
حيث ظهرت تقنية الضباب لحصاد المياه, هي طريقة مبتكرة لاستخراج مياه الشرب من الضباب المتكاثف في المناطق الجافة التي تعاني من شُحت الموارد المائية تعتمد هذه التقنية على شبكات خاصة تلتقط جزيئات الماء الصغيرة العالقة في الضباب ثم تجمعها وتحولها إلى مياه قابلة للاستخدام حيث يتم تثبيت شبكات مصنوعة من ألياف دقيقة (مثل النايلون أو البولي إيثيلين) على أعمدة مرتفعة في الأماكن التي يمر بها الضباب الكثيف، مثل المناطق الساحلية أو الجبال ومن بعد ذلك عندما يمر الضباب عبر الشبكة، تعلق جزيئات الماء الصغيرة بالخيوط، وتتجمع لتشكل قطرات أكبر, وبفعل الجاذبية الارضية تتساقط القطرات المجمعة إلى قنوات صغيرة موضوعة أسفل الشبكة يتم جمع المياه في خزانات مخصصة ثم تمريرها عبر مرشحات لتنقيتها قبل أن تصبح صالحة للشرب أو للاستخدام الزراعي .
حيث ظهرت قبل عقدين في قمم جبال الانديس في تشيلي، حيث كثافة الضباب مناسبة لحصده وهذه التقنية التي طورتها منظمة "فوغ كويست" غير الحكومية وجربتها في عدد من بلدان العالم مثل غواتيمالا والبيرو وناميبيا تستخدم الآن للمرة الأولى في شمال إفريقيا ويوضح عيسى الدرهم، رئيس جمعية "دار سيدي حماد للتنمية والتربية والثقافة"، لوكالة "فرانس برس"، أن فتح صنبور والحصول مباشرة على مياه عذبة في مثل هذه المنطقة ذات المناخ شبه القاحل، يعتبر ثورة في نظر السكان حيث في نجاحها هو "كثافة الضباب في المغرب بسبب ثلاثة عوامل أساسية هي الضغط الجوي المرتفع والتيارات البحرية الباردة والحاجز الذي تشكله الجبال .
ومن فؤائد تقنية حصاد مياه مصدر مياه مستدام وصديق للبيئة , تكلفة منخفضة مقارنة بتحلية المياه أو حفر الآبار, لا تحتاج إلى طاقة كهربائية أو وقود , تحافظ على الموارد الطبيعية وتقلل الاعتماد على مصادر المياه التقليدية .
تلك التقنية تمثل حلاً مبتكرًا ومستدامًا لمواجهة أزمة ندرة المياه خاصة في المناطق الجافة ومع تقدم التكنولوجيا يمكن تحسين كفاءة هذه التقنية وتوسيع استخدامها عالميًا لتوفير مياه نظيفة لملايين الأشخاص .
جامعة المستقبل الاولى في العراق