انت الان في قسم هندسة تقنيات الاتصالات

مقالة بعنوان "الطاقة المتجددة والاتصالات في خدمة الأذان والصلاة: نحو نظام مستدام للمساجد الذكية"م.م.تمام علي العابدي تاريخ الخبر: 16/03/2025 | المشاهدات: 1081

مشاركة الخبر :

إنّ تطور التكنولوجيا في العصر الحديث قد أتاح للعديد من القطاعات، بما فيها القطاع الديني، الاستفادة من الابتكارات المتقدمة لتحقيق التكامل بين الدين والتكنولوجيا. وتعد المساجد مكانًا مقدسًا يشهد تجمعات دينية يومية في فترات الصلاة، لذا فإنّ توفير بيئة ملائمة لتحسين الخدمات الدينية له أهمية بالغة. في هذا السياق، تمثل الطاقة المتجددة والاتصالات عناصر أساسية لتحسين أداء المساجد وتحقيق الاستدامة.

من خلال دمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يمكن للمساجد تقليل تكاليف الطاقة وتقليل الاعتماد على الشبكات الكهربائية التقليدية. على سبيل المثال، يمكن تركيب الألواح الشمسية على أسطح المساجد لتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل أنظمة الإضاءة، المراوح، وأجهزة التكييف، بالإضافة إلى تشغيل أنظمة الأذان الإلكترونية التي تعتمد على الطاقة المستدامة. هذه الأنظمة يمكن أن تتكامل مع تطبيقات الهاتف الذكي التي تساعد في تحديد أوقات الصلاة بدقة، ما يساهم في تحسين تجربة المسلمين ويزيد من سهولة أداء عباداتهم.

من ناحية أخرى، تسهم تقنيات الاتصالات الحديثة في تطوير نظم الأذان الذكية، حيث يمكن للمساجد أن تستخدم أنظمة صوتية متطورة تعمل بالتحكم عن بُعد وتحديث أوقات الصلاة بشكل تلقائي، مما يعزز من دقة الأذان ويراعي التنوع البيئي والمناخي بين المدن المختلفة. كما أن التواصل الرقمي عبر التطبيقات يعزز من تفاعل المجتمع المحلي من خلال إشعارات تلقائية بمواعيد الصلاة، التراويح، والدروس الدينية.

إضافة إلى ذلك، يمكن للمساجد الذكية أن تدمج أنظمة مراقبة الاستهلاك الطاقي الذكي، مما يسهم في توفير الطاقة وحمايتها. بهذه الطريقة، لا تقتصر الفوائد على الجانب البيئي فقط، بل تساهم في تحسين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمساجد. وهكذا، من خلال اعتماد هذه الأنظمة المستدامة، تساهم المساجد في تعزيز دورها المجتمعي بشكل مبتكر وفاعل، بما يتماشى مع قيم الدين الإسلامي التي تحث على الحفاظ على البيئة وترشيد الاستهلاك.


جامعة المستقبل الاولى في العراق