تُستخدم الأواني الفخارية منذ آلاف السنين لحفظ الماء وشربه، نظرًا لخواصها الفريدة في التبريد الطبيعي وتحسين جودة المياه. تهدف هذه المقالة إلى استكشاف تأثير الفخار على الماء المخزن فيه، والفوائد الصحية المحتملة، بالإضافة إلى العوامل التي تؤثر على جودته وسلامته.
يُعد الفخار من أقدم المواد المستخدمة في تخزين المياه، حيث تم اكتشاف استخدامه في الحضارات القديمة مثل المصرية، الهندية، والبابلية. تميزت الأواني الفخارية بقدرتها على تبريد الماء وتحسين طعمه، مما جعلها خيارًا مفضلًا في العديد من المجتمعات التقليدية حتى يومنا هذا.
خواص الفخار وتأثيره على الماء
1. التبريد الطبيعي: يمتاز الفخار بمسامية تسمح للماء بالنفاذ ببطء عبر جدرانه، مما يؤدي إلى تبخر جزء منه على السطح الخارجي، مسببًا تبريدًا طبيعيًا دون الحاجة إلى مصادر طاقة.
2. تنقية الماء: تعمل المسامية أيضًا على امتصاص بعض الشوائب والمواد العالقة، مما قد يُحسن من نقاء الماء.
3. تعديل درجة الحموضة (pH): بعض أنواع الطين المستخدم في صناعة الفخار تحتوي على معادن قلوية قد تساعد في موازنة حموضة الماء، مما يجعله أكثر ملاءمة للجسم.
الفوائد الصحية لشرب الماء من الأواني الفخارية
• تعزيز الهضم بسبب احتفاظ الماء بدرجة حرارة معتدلة.
• تجنب التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في الزجاجات البلاستيكية.
• تحسين الطعم وإعطاء إحساس منعش عند الشرب.
العوامل المؤثرة على جودة الماء في الأواني الفخارية
1. نوع الطين المستخدم: تختلف الخواص الكيميائية للفخار وفقًا لنوع الطين المستخدم في تصنيعه.
2. درجة الحرق: تؤثر درجة حرارة الحرق على مسامية الفخار، حيث أن درجات الحرارة العالية تقلل من المسامية، مما يقلل من قدرة التبريد والتنقية.
3. التزجيج (Glazing): بعض الأواني الفخارية تكون مزججة بمواد زجاجية لتقليل امتصاص الماء، لكن يجب التأكد من عدم احتوائها على مواد ضارة مثل الرصاص.
4. نظافة الأواني: يتطلب الفخار عناية خاصة لضمان عدم تراكم البكتيريا في مسامه.
تُعد الأواني الفخارية خيارًا صحيًا وطبيعيًا لشرب الماء، نظرًا لخواصها الفريدة في التبريد والتنقية وتعديل الحموضة. ومع ذلك، فإن جودة الماء المخزن فيها تعتمد على عوامل عدة، مثل نوع الطين، وطريقة التصنيع، ومدى الاهتمام بنظافة الأواني. يُنصح باختيار فخار آمن وخالٍ من المواد الضارة لضمان الاستفادة القصوى من فوائده.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق